سيكولوجية التعلم: 2- تعرف على بعض مناحي التعلم التي فسرت السلوك الإنساني

توقف عن انتظار المستقبل وعشه الآن - كيف تغير حياتك للأفضل بطريقة سهلة وبسيطة


في هذا المقال تمرين بسيط إذا ما قمت بتطبيقه ستغير حياتك للأفضل إلى الأبد.


كل الاختراعات والابتكارات بدأت بفكرة.

عندما ندرك أننا نفتقد شيئا نريده، بالتأكيد سنختبر الشعور بالعوز والاحتياج بسبب حاجتنا المُلحة لما نرغب به. وهذه هي الطريقة الأولى التي تجعلنا نبتكر من خلال مخيلتنا، وهذا هو الميل الطبيعي والفطري نحو الابداع، كما يقال الحاجة أم الاختراع. وكلما فكرنا في هذه الأشياء وتخيلنا ما قد تبدو عليه، يبدأ الدماغ بشكل طبيعي في ابتكار صور وخيالات لما يجب أن يكون عليه مستقبلنا. وهذا ما يعنيه أن تعيش حلم المستقبل.
تبدأ هذه العملية في الفص الأمامي للدماغ "ألفص الجبهي" – مركز الدماغ الإبداعي- فعندما يتم تحفيزه يبدأ في استثارة دوائر أخرى في باقي فصوص الدماغ والتي ترتبط بأشياء تعلمناها أو اختبرناها في حياتنا. ونتيجة لذلك يبدأ الدماغ في تكوين تشبيكات عصبية جديدة، فكل مرة نقوم بهذه العملية لا نغير فقط من عقولنا، فالعقل هو الدماغ أثناء التفكير، ولكن أيضا نبدأ في تغيير تشكيل تركيب الدماغ.
إذا ما واصلنا التفكير في جعل المستقبل المُتَصوَر حقيقة، فإننا نبدأ بالفعل عن طريق هذا التفكير في اقحام أنفسنا داخل مشهد المستقبل. وفقا لأبحاث التصور الذهني، عندما نتعايش كليةً مع هذا المشهد يبدأ التغير في أدمغتنا. لذلك في كل مرة نقوم بهذه العملية التخيلية نقوم بوضع مسارات عصبية جديدة "في ذات الوقت" تغير كلية من أدمغتنا لتصبح كما لو أنها تعايش فعليا الأحداث المستقبلية التي نتصورها.
فإذا ما قمنا بهذه العملية بشغف، قد نبدأ في تجربة مشاعر الأحداث المستقبلية المرغوبة عن طريق التفكير فقط. في الواقع عندما نشعر بعواطف المستقبل سواء كانت امتنان، فرح، حرية، وفرة، حماس، حب، وما إلى ذلك، يمكن للأفكار الإبداعية داخل العقل أن تكون كما لو أنها تجربة حقيقية معاشة.
بينما يتلقى الجسم إشارات كيميائية مرتبطة بهذه المشاعر، يتعامل الجسم بشكل أساسي مع هذه الإشارات وكأن هذا الحدث الذي نتجت عنه هذه المشاعر قد وقع بالفعل. تخبرنا آخر أبحاث علم التخلق "ألتعديل الوراثي الجيني" أن البيئة ترسل إشارات للجينات، وتصبح المشاعر المنتج النهائي الناتج عن التجربة التي أحدثتها البيئة.
ولمّا كانت الجينات مسؤولة عن انتاج البروتينات، وبدورها تقع مسؤولية بنية ووظائف الجسم على تلك البروتينات، إذا تم القيام بذلك بشكل صحيح فإننا سنتحصد النتائج الجسدية لهذه العملية ونبدأ في تجسيد مستقبلنا بالداخل قبل ظهوره بالخارج. بمعنى أننا نبدأ في عيش حلم المستقبل جسديا قبل تجسده في الواقع المادي.
بغض النظر عن ما نحاول احداثه في حياتنا، سواء علاقة ما، أو وظيفة، أو منزل، أو صحة، أو عقل هادئ، أو قلب ينعم بالسلام، عن طريق التفكير في هذه الأشياء والرغبة فيها، ربما نعرف جيدا ما نريده من خلال التفكر، على الرغم من أننا نختبر في كثير من الأوقات مشاعر العوز والنقص من خلال الطريقة التي نشعر بها. وذلك لأننا مبرمجين على العيش في عالم ثلاثي الأبعاد ونريد الاشباع الفوري أو التحرر من هذا النقص. وبعبارة أخرى، إذا لم نحصل على ما نريده على الفور، فإن مشاعر النقص والاحتياج التي نختبرها بكافة حواسنا تعزز من عدم وجوده في حياتنا.
هنا يكمن التحدي الأكبر لنا كمبدعين. الشعور بالافتقار الذي نعيشه يوميا عندما نلاحظ عدم حدوث شيء يتسبب في شعورنا بالانفصال عن أحلامنا وعدم إيماننا بمستقبلنا مرة أخرى. هذا لاننا نعود إلى مشاعر الماضي وعدم رؤيتنا للمستقبل من خلال نافذة الماضي. عندما نعيش في حالة النقص بينما لا نزال نبتكر صورة لمستقبلنا، مع مرور الوقت نتوقف عن الابتكار وننتظر شيئا ما خرجنا ليخلصنا من الشعور بالافتقار والنقص الذي نشعر به داخلنا. هذا الشعور بالافتقار هو ما يبعدنا عن أحلامنا في المقام الأول.
ولكن ماذا لو عشنا أولا المشاعر التي نرغب بها في المستقبل كل يوم؟ سنشعر أن مستقبلنا قد حدث بالفعل، ولن نشعر بالانفصال عن أحلامنا. هذه هي الطريقة التي تجعلنا نؤمن بالمستقبل قبل أن نراه أو نختبره بحواسنا، ومع ذلك نبقيه حيا داخل عقولنا وأجسامنا.



تعليقات