- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
هل سألت نفسك من قبل لماذا أبكي أو اتأثر عندما أشاهد
حدثا دراميا وأنا أعلم تمام العلم أنه تمثيل ولا يمت للواقع بالصلة؟
يجيب عن ذلك علماء الأعصاب الذين يشيرون إلى أن الدماغ
البشري يحتوي على ما يسمي بالخلايا العصبية المرآتية Mirror Neurons وهي المسؤولة عن شعورنا بالتعاطف أو الألم لما يحدث للآخرين حتى ولو كان مشهدا سينمائيا تمثيليا فهي لا تفرق بين الواقع والخيال.
فحينما ترى شخصا يبكي ينشّط هذا المشهد في دماغك المناطق
الخاصة بالألم والحزن مما يجعلك تشعر بما يشعر به الآخرون. فالمرة القادمة التي
يقول لك شخص أنه يشعر بما تشعر به ربما عليك أن تصدقه.
وللشعور بالألم مراكز مختلفة في الدماغ وجد العلماء أن
هذه المركز تنشط عند شعور الإنسان بالألم وكذلك جزء كبير منها يحدث نفس التأثير
عند رؤية شخص آخر يتألم, وهي المناطق الخاصة بالشعور وليس اللمس أو الاحتكاك أو
التعرض الفعلي للألم الجسدي في الدماغ.
يستخدم البشر هذه الخلايا العصبية المرآتية كذلك عند
التفاعل مع الأشخاص الآخرين, فرؤيتك لشخص يبتسم تحرك في داخل دماغك هذه الخلايا,
وهو ما أجراه بعض الباحثين حيث عرضوا صورا لتعابير وجه مختلفة على بعض الأفراد
ووجدوا أنهم حتى الابتسامات غير الملحوظة تحدث تأثيرا في نفس المناطق داخل الدماغ
رغما عنهم. وهنا يحدث شيء على مستوى اللاشعور فعندما يبتسم شخص أمامك, على سبيل
المثال, تأخذ تعابير وجهك ولو جزء من الثانية غير ملحوظ نفس التعبير لكي تستنتج ما
الذي يشعر به الشخص الآخر, وتبدأ في توقع رد فعله, وهو ما يسمى بالتعاطف مع
الآخرين.
ولأننا كائنات اجتماعية فأدمغتنا مترابطة وتتأثر بما
يجري حولها، فربما تقول لنفسك عند رؤيتك شخصا يتألم أنها مشكلته الخاصة ولا دخل لك
بها، ولكن خلاياك العصبية لا تفرق بين ما يحدث لك أو ما يحدث للآخرين. فهي تقوم
باسقاط مشاعرك على ما يحدث للشخص الآخر وتجعلك تضعك نفسك في مكانه.
ولنأخذ مثالا للتوضيح, في عام 1994 ادعت سيدة أمريكية أن
شخصا ما قام بسرقة سيارتها بينما كان أطفالها الصغار لا يزالون بداخل السيارة,
ولمدة تسعة أيام ناشدت الناس من خلال قنوات التليفزيون المحلية لانقاذ أطفالها،
مما جعل كثير من الغرباء الذين ليس لهم بها أي صلة يعرضون عليها المساعدة والدعم.
ولكن المفاجأة غير المتوقعة أنها في النهاية اعترفت بقتلها لأبنائها الصغار. ما
الذي جعل الناس يتعاطفون معها, فهي اتقنت التعبير عن مشاعر القلق والألم مما انعكس
على الآخرين وأحدث في أدمغتهم نشاطا للخلايا العصبية المرآتية مسببا حالة من
التعاطف والشعور بالفقد والخوف والألم على الأطفال.
فالخلايا المرآتية لا تستطيع التفريق بين ما هو مزيف أو
تمثيل أو واقع ولكنها تؤدي دورها وتنقل لك ما تراه من مشاعر الآخرين، ولذلك يجب
عليك أن تنتبه لما تشاهده من أفلام أو اخبار أو ما تقرأه من قصص فستترك بداخل
دماغك أثرا يغير لك من مشاعرك, وربما لو لم يكن لهذه الخلايا دورا رئيسيا لما
استمتعنا بمشاهدة أفلام الرعب أو القصص الاجتماعية أو غيرها من الأفلام, ولما
تأثرنا بما يحدث للآخرين من كوارث أو أحداث أليمة في الحياة الواقعية.
جميع الحقوق محفوظة لمدونة وعلم ويمنع الاستخدام أو النشر دون الرجوع للكاتب
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى

تعليقات
إرسال تعليق