- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
بقلم: محمد حسين
جميع الحقوق محفوظة لمدونة وعلم ويمنع إعادة النشر
جميع الحقوق محفوظة لمدونة وعلم ويمنع إعادة النشر
أضحى العالم قلقا ومرتعبا من هذا الفيروس الخفي المستجد
الذي فتك بالآلاف من البشر في فترة زمنية قليلة لا تتعدى الثلاثة أشهر تخطى خلالها
700 اصابة و32 ألف حالة وفاة حول العالم منذ اكتشاف أول حالة في ديسمبر العام الماضي
وحتى نهاية مارس 2020.
الكل أصبح يعيش متمسكا بغريزة البقاء بعد أن شعر
بالتهديد لحياته، فالفيروس لا يفرق بين دولة ودولة أو رجل ومرأة أو غني وفقير أو
صغير وكبير، بل إنه أصاب رجال سلطة ووزراء دول وأمراء وفنانين ومشاهير. لا يعرف
الفرق بين بيت صغير وقصر مشيد, مخترقا الجدران ومتخطيا الأسوار.
كورونا المستجد أو كوفيد 19 بدأ ظهوره من مدينة ووهان
الصينية في ديسمبر (كانون الأول) عام 2019 حتى أصبح جائحة طالت جميع دول العالم،
ليكون الخطر الأكبر أمام كل الشعوب والحكومات والمهدد الأول لحياتهم، لا يقف أمام
عرق أو لون أو جنس أو ينحاز لجماعة ضد أخرى, الكل سواسية أمام هذا الفيروس الفتاك.
تسجل الوفيات اليومية أكثر من ألف حالة لتحظى ايطاليا
بنصيب الأسد من هذه الأعداد بعد أن تخطت الصين مصدر الوباء التي استطاعت السيطرة
النوعية على انتشار المرض، تاركة دولا عظمى تختنق برائحة الموت التي انتشرت بين
ارجائها مثل أمريكا وإيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسباق لم ينتهي بعد بين
دول العالم, فخريطة انتشار الوباء لم تعد متوقعة على الرغم من الاجراءات
الاحترازية التي تتخذها كل دول العالم.
تاريخ البشرية مليء بمثل هذه الكوارث التي أودت بالآلاف
وربما الملايين من حياة البشر سواء كوارث طبيعية لا دخل للإنسان بها أم ارتكبها
الإنسان في حق أخيه الإنسان.
فهل سمعت عن متلازمة الشيطان أو Syndrome E
وحرف ال E هنا يرمز لكلمة Evil ويقصد بها المتلازمة التي تصيب مجموعة أفراد مسالمين
وتحولهم إلى جماعة من القتلة السفاحين لأشخاص آخرين مسالمين لا يمثلون لهم تهديد
أو ضرر وهي ظاهرة متكررة عبر التاريخ البشري. يتصف هذا التحول كما يقول جراح
الأعصاب إسحاق فريد بمجموعة من الأعراض والعلامات التي تشير إلى المتلازمة , فيظهر
عليهم التفكير الوسواسي وعدم التأثر الانفعالي الذي يزيد من فرص تكرار العنف
والشعور بالابتهاج عند ارتكاب هذه الأفعال ورؤية آلام الآخرين. والأخطر أنها ربما
تتشابه مع فيروس كورونا المستجد فتصبح عدوى مجتمعية فيبرر الشخص أن جميع الأفراد
يقومون بتلك الأفعال فتبدأ في الانتشار والتفشي في المجتمع.
كما أن لدى المصاب بمتلازمة الشيطان حساسية وتهيج سريع
تجاه العنف، فهو لا يستطيع التحكم في انفعالاته، إلا أن ذلك لا يعفيه من المسؤولية
حيث أن الأبحاث العصبية على الدماغ أثبتت سلامة المناطق الخاصة باللغة والتخطيط
والتفكير وحل المشكلات, ولكنها تصيب ما يعرف باسم اللوزة Amygdalaالمسؤولة عن الشعور والتعاطف والعواطف البشرية الأخرى,
فالشخص العدواني المصاب بمتلازمة الشيطان لا يستطيع أن يضع نفسه مكان الشخص الآخر,
وربما نجده يهتم ويكترث بعائلته أو جماعته لكنه لا يلقي بالا بإرتكاب العنف ضد
جماعة أو عرق أو عائلة أخرى، فكم من جرائم ارتكبت ضد شعوب أو طوائف على مر التاريخ
الإنساني قضت على الملايين من البشر المسالمين!
يشير الدكتور إسحاق فريد جراح الأعصاب بجامعة كاليفورنيا
لوس أنجلوس إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة لهذه المتلازمة هم الذكور من عمر 15 عاما
وحتى 50 عاما. ويؤكد على أنه بالنظر إلى أحداث العنف حول العالم نجد نفس طبيعة
السلوك في كل مكان، وهو ما يعني تحول في وظيفة المخ الطبيعية إلى التصرف بطريقة
أخرى معينة تفتقد للتحكم في العواطف والمشاعر نتيجة خلل باللوزة في الدماغ. كما
أشار إلى أنه من الممكن التعرف على هذه السلوكيات والأعراض كما يتتبع الطبيب أعراض
السعال والكحة على مريض الالتهاب الرؤي.
ربما يكتشف العالم مصلا أو علاجا سريعا يقضي على وباء
كورونا أو يصبح فيروسا موسميا لا يسبب أي خطر كالأنفلونزا الموسمية ولكن التساؤل
هنا كيف يقضي الإنسان على متلازمة الشيطان التي يكون ضحيتها فقط الأقليات والضعفاء
كما حدث على مر التاريخ ولا داعي للاستشهاد بأرقام أو جماعات أو عرق أو دين فهي
تحدث على مرأى ومسمع الجميع وبمباركة دولية في كثير من الأحيان. الخطر الأعظم أمام
الجنس البشري هو الجنس البشري نفسه الذي أصابه نوعا من الخلل في فطرته الإنسانية
التي قد تؤدي إلى هلاك الملايين من ابناء جنسه المسالمين.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى

تعليقات
إرسال تعليق