سيكولوجية التعلم: 2- تعرف على بعض مناحي التعلم التي فسرت السلوك الإنساني

دراسة: إدمان مشاهدة الإباحية يتشابه في الدماغ مع الإدمان المرضي للقمار




نشرت مجلة "نيوروسايكوفارماكولوجي" دراسة جديدة للتشخيص التصويري العصبي قدمت خلالها أدلة على أن مشاهدة المواد الإباحية ربما يسبب مشاكل لبعض المستخدمين لهذه المواد حيث تشبه نوعا من السلوك الإدماني.
يقول مؤلف الدراسة، ماتيوس غولا، بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو " قبل أن أُكرِّس نفسي للبحث العلمي كنت أعمل كمعالج معرفي سلوكي، وكان لديّ مرضى يبحثون عن علاج لمشاكل استخدام المواد الإباحية والاستمناء". ويضيف "من خلال البحث عن بعض المعرفة العلمية الراسخة حول هذه المشكلة، اكتشفت أنه لا يوجد شيء سوى جدال لم يتم حله (لمدة 20 عاما) حول كيفية تصور السلوك الجنسي القهري (مثل الرغبة الجنسية العالية،  والتي تشكل اضطراب الوسواس القهري أو الإدمان). وبما أنه لم تكن هناك معرفة حول هذا الموضوع ولا إرشادات للعلاج الفعال، قررت دراسة هذا الموضوع لتوفير هذه المعرفة يوما ما، ومن هنا تحولت كليا إلى العمل بالبحث العلمي".
استخدمت الدراسة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لمقارنة نشاط دماغ 31 رجل ممن يبحثون عن علاج للمشاكل التي نتجت عن استخدام المواد الإباحية و 26 رجل ممن يستطيعون التحكم وضبط أنفسهم مع هذه المواد. والمثير للدهشة أن المجموعتين لم يختلفا في ردود أفعالهما عند رؤية صور مثيرة".
وقال غولا لموقع PsyPost "من المثير للاهتمام والمتناقض مع التخمينات السابقة، أن مستخدمي الإباحية الإشكاليين (من لديهم مشكلات بسبب إدمان المواد الإباحية) ليس لديهم حساسية زائدة تجاه الإباحية نفسها أكثر من المستخدمين العاديين. كما أنهم أيضا ليسوا أقل حساسية (بعض الناس أدعت أنه أصبح لديهم سلوك اعتيادي بسبب الاستخدام المتكرر) ولكن جهاز المكافأة لديهم يتفاعل بنفس الطريقة مع الإباحية كالأشخاص العاديين الذين لا يعانون من مشاكل إدمان الإباحية".
ويضيف "إذن أين يكمن الفرق؟ الفرق هو رد الفعل القوي للاشارات المرتبطة بمكافآت الإثارة الجنسية (وليس شيء أخر). هذه الاشارات تحفز دافع قوي من أجل الحصول على جرعة من المواد الإباحية –والتي تسمى بالشهوة والرغبة الشديدة. ومن المهم أن نذكر أننا لا نعرف ما إذا كانت مثل هذه الاختلافات بين المستخدمين العاديين أو من لديهم مشاكل استخدام الإباحية هي سبب أم نتيجة لاستخدام هذه المواد الجنسية".
على وجه التحديد، عندما تعرضت المجموعة التي لديها إشكالات مع الإباحية لإشارات بصرية تشير لصور مثيرة جنسيا أظهرت زيادة تنشيط منطقة ventral striatum وهي منطقة في الدماغ تشارك في عمليات المكافأة والتحفيز.
وجدت دراسة سابقة استخدمت منهجية مشابهة ان مدمني المقامرة أظهروا زيادة تنشيط ventral striatum بعد رؤية إشارة بصرية تصور مكاسب مالية.
وتابع غولا "أهم الرسائل المستفادة أن مشاكل استخدام الإباحية تتشابه مع القمار المرضي داخل الدماغ".
وعلى الرغم من أن الأبحاث أجريت فقط على الرجال إلا أنه من غير الواضح إذا ما كانت هذه النتائج تنطبق أيضا على النساء.
وأضاف غولا "أود أن أقول أن استخدام المواد الإباحية أصبح مصدر شائع وواسع الانتشار للتسلية والترفيه. يشاهد نحو 75% من الرجال الذين يتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 عاما المواد الإباحية بشكل أسبوعي في الدنمارك والنرويج، ونحو 11% من الأطفال بعمر 12 عاما في المملكة المتحدة يشاهدون الإباحية بشكل منتظم. وهي فقط تعد سلوكا إشكاليا مع بعض من المستخدمين، ولكن بالاخذ في الاعتبار حتى إذا كانت النسبة الإشكالية 1 إلى 3 % فقط من المستخدمين فهي تعد بالملايين".
"لذلك هو موضوع يستحق الانتباه من المجتمع العلمي والاهتمام من وكالات التمويل، لأن مشاكل استخدام المواد الإباحية لها تأثير خطير على أداء العمل والحياة الأسرية وترتبط مع السلوك الجنسي المنحرف والاضطرابات المرضية كتعاطي المخدرات والاكتئاب".

مترجم - مدونة وعلَّم
نشر في موقع PsyPost 


تعليقات