- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
قد تقابلنا كلمة "اختراق/قرصنة"
كثيرا في هذه الأيام. مصطلح "قرصنة الحياة" أو Life hacks يشتمل على كل شيء بداية من تعلم تقنيات
وأساليب دراسة كيفية تغيير الحياة، إلى معلومات عن حامل الأحذية وكيفية تزيين الشمّاعات
التي توضع خلف الأبواب بجانب دولاب الأحذية!
ثم يأتي مصطلح Brain hacks اختراق الدماغ، وهو من المفترض أن يعلمنا
كيفية الوصول إلى القوى الكامنة في أدمغتنا والتي لا نعلم أننا نمتلكها.
ولكن هناك شكلا أكثر خداعا ومكرا لاختراق
الدماغ عندما يكون دماغك هدفا للقرصنة والاختراق من الآخرين. وهذا بالفعل ما يفعله
معك مطورو الهواتف الذكية طوال الوقت.
جذب انتباه جدع الدماغ
يقول ترستيان هاريس، المفكر التصميمي السابق
لشركة جوجل، ممسكا بهاتفه المحمول "هذا الشيء هو آلة قمار. كل مرة اتفقد فيها
هاتفي، فأنا العب معه لعبة شبيه للقمار لأرى ما الجديد، ما الذي حصلت عليه؟ هو حقا
يسبب الإدمان، وخصوصا أنك لا تضطر لدفع قرش واحد للضغط على أي زر. ومطورو الهواتف
يعرفون ذلك تمام المعرفة لذلك يصممون التطبيقات وبرامج "السوفت وير"
لدغدغة وإثارة مركز المكافأة في دماغك".
على سبيل المثال، عندما تحصل على
"اعجاب" في موقع انستغرام، فليس من الضروري أن تعرف بالظبط متى تم ذلك،
ولكن بدل من ارسال الاشعار في وقته يقوم الموقع بالاحتفاظ باشعاراتك وينبهك بها
دفعة واحدة، وهذا النوع من المفاجأة غير المتوقعة ربما يشعرك بالسعادة والحماس حتى
لو كان ما حصلت عليه لا قيمة له في الأساس، ولكنه يجعلك متطلع إلى العودة مرة أخرى
للحصول على المزيد.
الأمر كله يتعلق ب"المكافآت المتغيرة
المتقطعة" والتي تحثك على الاستمرار في تفقد هاتفك أكثر وأكثر، لأنه يعطيك
النتيجة المرجوة من المكافأة، فربما يكون هذا الشخص الذي تجادلت معه على موقع
تويتر قام بالتعليق والرد بشكل أحمق، أو قام أصدقاؤك بالتعليق على صورة قمت
بتحميلها، أو هناك شيء مرح ومثير يحدث وأنت آخر من يعلم.
مهما كانت المفاجأة، هناك احتمال لفرصة
تنتظرك على هاتفك، وهناك احتمال أيضا بعدم وجودها من الأساس. والطريقة الوحيدة
لمعرفة ذلك هو التحقق منها عبر تفقد هاتفك، ثم التحقق منها مرة أخرى، ثم مرة أخرى،
إلى ما لا نهاية.
بالتأكيد، ليس مركز المكافأة هو الوتر الحساس
الوحيد الذي يلعب عليه هاتفك ويعرف كيف يثيره ويحركه. عندما تقوم بتحميل مجموعة
صور على فيسبوك، يقوم الموقع بتخمين من معك في هذه الصورة ويشجعك على الاشارة
إليهم وربطهم معك في هذه الصور، وهذا ما يجعلك تشعر بأنك على اتصال مع أصدقائك
وعائلتك، وعندما تتبع هذه الاقتراحات فإنهم بالمثل يتلقوا اشعارا بالصور التي أشرت
إليهم فيها. أما سناب شات فيلعب على عادات مستخدميه وعلاقات الأصدقاء (لرموز التعبيرية
على سناب شات ليست عشوائية على الإطلاق، ولكنها في الحقيقة تخبرك الكثير عن علاقاتك
مع أصدقائك) من خلال تتبع عدد الأيام المتتالية التي قاموا فيها ببث ومشاركة الرسائل
المصورة، مما يجعلهم في رغبة دائمة في التفاعل والاستمرار.
ويبقى السؤال الوحيد الذي يحتاج إلى إجابة هو
"لمائا؟" إذا كنت لا تقامر بالمال عند استخدامك لهذا الجهاز الشبيه
بلعبة القمار، إذا ما الذي تحصل عليه هذه الشركات من خلال استخدامك بهذا الشكل
الإدماني؟ الإجابة، بشكل مرعب وخطير، هي أنت. كلما شجعت هذه الشركات
المستخدمين على البقاء في وضع تسجيل الدخول، والتأكد من عودتهم مرة أخرى، كلما
حصلوا على مزيد من المعلينين وطالبوهم بالمزيد من الأموال. فكما يقال "إذا لم
تدفع شيئا مقابل الشيء الذي تحصل عليه، فأنت في هذه الحالة المُنتَج".
كسر وتغيير العادة
في هذا الوقت، نحن لا نطلب منك التخلي نهائيا
عن حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن من الجدير أن تأخذ دقيقة واحدة
للتعرف على ما الذي تحصل عليه من خلال كل هذه الحسابات التي اشتركت فيها، وبمجرد
معرفتك يجب عليك أن تدرك طريقة صحية وجيدة للتخلص من هذا الإدمان.
من وجهة نظر هاريس، تبدأ المشكلة من شركات
التكنولوجيا التي تفترض وتتصرف على أساس حيادية التكنولوجيا الخاصة بها، والحل
الوحيد يأتي بإعادة تصميم هذه التكنولوجيا. بعبارة أخرى، ما يعرف باسم
"اقتصاد الانتباه" الذي يتعامل مع انتباه الإنسان كسلعة يعاني خللا
أصيلا لأنه سيؤدي حتما إلى اختراقات أكثر وأكثر تهدف إلى السيطرة والقرصنة على عقل
الإنسان وتوجيهه إلى الاتجاه الأكثر ربحا.
ولكن هناك طرق للبدء في التعامل مع إدمان الهاتف
المحمول في المنزل، ولا تختلف كثيرا عن كسر أي إدمان آخر. موقع ذا ويك The Week يقدم مجموعة اقتراحات من خمسة نقاط تعتبر
مفيدة لأي شخص يعاني من الإدمان.
1_ أولا، قل "لا أريد" بدلا من
"لا أستطيع" وهذا من شأنه أن يقلل من الضغوطات ويذكرك بأنك أنت الذي لا
تريد أن تكون هذا الشخص المدمن وليس أنك لا تستطيع.
2_ ثانيا، حاول أن تجعل هاتفك صعب الوصول
إليه. وهذه طريقة بسيطة تستطيع تنفيذها بتركه في غرفة أثناء شحنه وتواجدك بغرفة
أخرى. فكلما كان في جيبك، كان عقلك هو الضحية والمستهدف.
3_ حاول أن تضع قاعدة توقف، وذلك كأن تقول
"لن اذهب إلى الصفحة السابقة من هذا الموقع، وهذا يجعلك لا تخسر الكثير من
وقتك على الانترنت".
4_ النصيحة التالية هي استبدال عاداتك السيئة
بعادات أخرى بديلة تريد تدعيمها، وهذا بسيط جدا كأن تستبدل الهاتف بالقراءة في
كتاب.
5_ وأخيرا، كن مستعدا لأي انتكاسة. فدماغك لا
يتفاعل بشكل جيد مع خسارة أي إدمان.
ومن المهم أن تسامح نفسك مع أي انتكاسة، ولكن
حاول أن تطبق هذه النصائح، وسيكون لديك عادة جيدة جديدة للتعامل مع هاتفك في وقت
قليل.
مدونة وعلَّم
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى


تعليقات
إرسال تعليق