كورس ليندا: علم أعصاب التعلم

يقدم موقع ليندا دورة تدريبية بعنوان "علم أعصاب التعلم " يعرض خلاله لأهم وأحدث الأبحاث العلمية المتعلقة بعلم الأعصاب، من جامعات مثل هارفارد وستانفورد ويسكونسن وجامعة نيويورك.

كما يقدم "الكورس" عرضا لأهم العمليات التي تحدث داخل العقل البشري، ويبحث عن كيفية تعلم الأشياء الجديدة، وكيف يتم ربطها وتشكيل الخلايا العصبية، وكيف نتعلم، وكيف يتم تحويل هذا التعلم إلى تغيّر في السلوك.

يستهدف "الكورس" كل من هو مهتم بتعلم أي شيء، أو من يقوم بتعليم الآخرين، من يحاول أن يعلم نفسه بنفسه تعليما ذاتيا أو ينقل علما للآخرين،  سواء كان معلما أو مدربا في مؤسسة حكومية أو خاصة أو منظمة غير هادفة للربح.

سنحاول تقديم بعض الملخصات المفيدة التي قُدمت خلال هذه الدورة التدريبية في حالة إنك لم تتح لك الفرصة لمشاهدتها.

"الإمكانية" هي القدرة على أن تصبح أو تطور شيء ما في المستقبل، أن تصبح أفضل مما أنت عليه الآن، أن تفعل شيئا جديدا، لا تستطيع أن تفعله الآن. كيف نصل إلى هذه "الإمكانية" من خلال "التعلم". على سبيل المثال، نختار شخص ما ثم نقوم بتعليمه شيئا جديدا، ومن هنا تبدأ عملية التغيير، حتى يصبح شخصا أفضل. الشرط الرئيسي لذلك هو "العقلية وطريقة التفكير". معظم الناس يميلون إلى عقلية من ضمن اثنين. إحداهما مفيدة في عملية التعلم والآخرى لا تصلح مع التعلم.

العقلية الأولى تسمى "العقلية الثابتة" ولديها اعتقاد ثابت أن الذكاء محدود وهذا شيء فطري لا يمكن تغيره، فإذا كنت لا تحب مادة الحساب فأنك لن تستطيع تعلمها أبدا. لا يمكنك أبدا تغيير ما لديك من مهارات.

العقلية الثانية تسمى "عقلية النمو"  ولديها اعتقاد أنك من الممكن أن تصبح أفضل، أن تتعلم وتتغير وتنمو وتتطور.

 أظهرت الأبحاث العلمية على الدماغ أننا نستطيع التغير، فالدماغ البشري مرن بشكل لا يصدق، فحتى إذا كنت ضعيف في مادة الحساب طوال حياتك فإنك إن بذلت جهدا كافيا وحصلت على التوجيهات الصحيحة فإنك ستصبح عظيما في مادة الحساب على سبيل المثال.

بعض ما تعلمته في المدرسة غير صحيح، بإمكانك أن تتغير، وبإمكان عقلك أن يسلك هذا الطريق طوال الحياة، فنحن ليس لدينا وقت مستقطع في قدرتنا على النمو، بالتأكيد يمكنك التعلم والنمو والتطور. 

كيف تتعلم في ثلاث خطوات

الخطوة الأولى  أن تعرف معلومة ما وتتعلمها بعد ذلك (الخطوة الثانية) يجب عليك أن تتذكرها وتسترجعها بسهولة ثم (الخطوة الثالثة) تستخدم ما تعلمته وتطبقه

"التعلم والفهم" من المهم أن تعرف أن عملية التعليم تحدث على مستويات وأهم خطوة في التعلم هي التركيز. نأخذ مثال للتصنيف الذي وضعه بلوم لمستويات التعلم. المعرفة، الفهم، التطبيق، التحليل، التركيب، التقييم.

علم أعصاب التعلم يهتم بالكيفية التي يعمل بها الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي للإحداث أو الاحتفاظ بمعرفة أو مهارة جديدة. يلعب كل من Hippocampus الهيبوكامبوس "الحصين" واللوزة الدماغية  Amygdala الدور المهم في طريقة التعلم وذلك لأن كل حواسنا مرتبطة مباشرة بهما.

الحصين "الهيبوكامبوس" ذو شكل مزدوج حيث يربط شقي المخ الأيمن والأيسر مع بعضهما، وهو موصول باللوزة الدماغية. يعمل الهيبوكامبوس بمثابة القرص الصلب لتخزين المعلومات ، وبالتلي فإننا حينما نتعلم شيئا جديدا، يسجل ما تعلمناه بداخله، ومن ثم يأخذ هذه المعلومات ويوزعها على بقية أجزاء الدماغ، إلى أن تصل إلى الذاكرة القصيرة ثم بالتكرار والتركيز تصل إلى الذاكرة طويلة الأمد.

                                يشار إلى الهيبوكامبوس واللوزة الدماغية بالسهم الذهبي 

 التركيز هو الذي يقوم بتشغيل الحصين "هيبوكامبوس" حتى يحتفظ بالمعلومة ويقوم بتخزينها. على سبيل المثال، إذا كنت تولي اهتماما وتركيزا لشيء ما تحاول تعلمه، ثم قررت أن تتحقق من رسائل بريدك الإلكتروني في نفس الوقت، ما سيحدث هو أن لن تستطيع التركيز على ذات الشيئين في ذات الوقت. فإذا بدأت في قراءة الرسائل ستفقد تركيزك مع ما كنت تود تعلمه ولن تنتبه له، وربما لا تستوعب ما يقال إذا كنت تستمع إلى درس معين، وبشكل مفاجيء قررت أن تستمع مرة أخرى إلى ما يقال لكن عينيك لا زالت على رسائل البريد الإلكتروني. ما يحدث هنا هو أنك لا تتم عملك بشكل جيد فأنت مشتت بين أمرين وتفعل نصف العمل الذي ترغب به. لن تستطيع أن تقرأ كل كلمة في الرسالة بشكل صحيح، ولن تفهم ما يقال وستفقد الكثير من الأمرين.

فلا تعتقد أن هذا نوع من تعدد المهام، ولكننا عندما ننشغل في أمرين نقوم بالتبديل بينهما، فلا يمكننا التركيز إلا على شيء واحد فقط في وقت واحد. الشيء الأخر المثير للاهتمام، اثبتت الدراسات أن الشخص حتى إذا كان في حالة تركيز، ولكنه يجلس بجوار أشخاص مشتتين ويفعلون أكثر من شيء في نفس الوقت، فسيؤثر على عملية التعلم ويقلل من جودتها. مثل التدخين السلبي الذي يؤثر على الشخص الجالس بجوار مدخن.

القدرة الاستيعابة للتركيز هي 20 دقيقة بحد أقصى، وهذا لا يعني أن الناس لا يمكنهم التعلم لمدة ساعة كاملة ولكن لا يمكنهم الاستيعاب والتركيز أكثر من 20 دقيقة. فإذا كنت تضع خطة تعلم فاجعل بين كل 20 دقيقة فواصل، ربما نقاشات أو مشاهدة فيديو أو التدريب وحل المسائل والمشكلات.

وجدت الدراسات أن الكتابة باليد أفضل من الطباعة على جهاز الكمبيوتر لأنها أكثر حركية (وترتبط بالإدراك الحركي)، ربما من المفيد كتابة بعض الملاحظات في دفتر بخط يدك.  

تابع باقي الدروس في المقالات القادمة

مدونة وعلَّم