سيكولوجية التعلم: 2- تعرف على بعض مناحي التعلم التي فسرت السلوك الإنساني

أين تكمن المشاعر في العقل وكيف ثؤثر في التعلم واكتساب الخبرات؟



تستثار المشاعر القوية مثل الغضب والخوف والفرح في منطقة الحصين "الهيبوكامبوس" داخل الدماغ، وكذلك باقي المشاعر الثانوية أو المعقدة. قسّم العالم "بلوتشيك" المشاعر الإنسانية إلى ثمانية مشاعر أساسية وهي الاشمئزاز والغضب والترقب والفرح والتقبل والخوف والتفاجؤ والحزن.  أما المشاعر الثانوية فنتاج مزج بين شعوريين أساسيين في نفس الوقت. فيما تظهر عجلة المشاعر ستة مشاعر أساسية تتفرع منهم المشاعر الثانوية المركبة. والمشاعر الستة هي الغضب والخوف والفرح والسكينة والحزن والقوة.

                                            عجلة المشاعر

 تؤثر المشاعر التي يمر بها الشخص على عملية التعلم أو اكتساب الخبرات الجديدة وتذكرها، فكما سبق وذكرنا أن مركز المشاعر في الدماغ هو الحصين الذي يعني أيضا بالذاكرة التقريرية وذاكرة المعنى فهو بمثابة آلة التسجيل بمخ الإنسان إذا حق لنا هذا التشبيه. لكن بعض المشاعر تساعد في عملية التعلم أكثر من غيرها بناء على الأهمية للإنسان.
في البداية أول ما يهتم به الإنسان هو البقاء على قيد الحياة، إذا فالسلامة الجسدية ستصبح من أقوى هذه المشاعر لدى الإنسان وتتدرج لمستويات. على سبيل المثال اندلاع حريق غير التفكير في كيفية دفع إيجار المنزل، أو البحث عن أسلوب الحياة الذي يريد أن يعيشه الإنسان. ثم يأتي الإنتماء، وهو شعور متعلق بالدماغ الإجتماعي وأننا نريد أن نصبح متصلين مع الآخرين، فهو يرتبط بأسئلة ملحة مثل هل حقا أشعر بالقبول وسط المجموعة التي انتمي إليها؟ هل أشعر أن لدي قيمة؟ وهل أشعر بالأمان في البيئة الإجتماعية؟
ثم الرغبة في أن نصبح شيئا ما أفضل وهي متعلقة بعقلية النمو والتطور، حيث نرغب في أن نكون أفضل صورة لأنفسنا، أن ننمو ونتطور، وأن نحصل على الفرص للمساهمة في شيء ذو معنى. هذه المشاعر نوع من ثلاثة أنواع تحفز وتثير الناس وتساعدهم على التعلم واكتساب الخبرات. ولكن المشاعر الشديدة سواء الفرح أو الحزن أو الشعور بالتهديد ليسوا دائما البيئة المناسبة للتعلم فإذا كنت تحضر درس ما وعلمت بأنك ربحت في مسابقة كبيرة مبلغ مادي ضخم فإنك بالتأكيد سيسيطر عليك الشعور بالفرح ولن تركز فيما تتعلمه، وإذا شعرت بالتهديد أو الخوف أو التوتر والضغط الشديد أيضا لن تستطيع التركيز.
أفضل المشاعر التي تساعدنا على التعلم هلى المشاعر الإيجابية بشكل معقول غير مبالغ فيه، ربما تساعد بعض الألعاب المرحة أو المسابقات والألغاز غير المرهقة على عملية التعلم وتعطي نوع من الإثارة والحماس. ولكي تزيد من إماكنيات دماغك في التعلم أدخل بعض من الشعور بالامتنان وحضور الذهن والمرح على ما تتعلمه وستحصل على النتيجة المطلوبة.
اربط دائما التذكر بالشعور الإيجابي، فإنك حينما تحاول استرجاع شيء ما تم تخزينه بالحصين فسوف تتذكر كيف كان شعورك تجاهه، إن الشعور ينشأ في اللحظة التي تظهر فيها الذكرى، وهذا كله جزء من الشبكة العصبية نفسها.  

المصادر : كورس ليندا "علم أعصاب التعلم"
            كتاب دماغك أثناء العمل: استراتيجيات للتغلب على فقد التركيز واستعادته

مدونة وعلَّم

تعليقات