سيكولوجية التعلم: 2- تعرف على بعض مناحي التعلم التي فسرت السلوك الإنساني

عقلك أثناء ممارسة اليوجا

نعلم جميعا أن اليوجا تفعل المعجزات في الدماغ. حتى المبتدئين ليوجا الأسانا، أو البرانايام، أو التأمل يشيرون إلى زيادة الشعور بالتوازن العقلي والصفاء أثناء وبعد ممارسة التمارين. والآن، وبفضل تقنيات تصوير المخ المتطورة، اثبت علم الأعصاب ما علمه الممارسون والمعلمون منذ عقود، وذلك أن اليوجا والتأمل يمكنهما، حرفيا، تغير دماغك.

ولكن ما الذي يحدث داخل الدماغ بالظبط؟ الق نظرة خاطفة إلى الداخل، فهمك الأساسي لتشريح الدماغ والوظائف التي يقوم بها يمكن أن يكون بمثابة خارطة طريق مفيدة لرحلتك الداخلية.

يعتبر الفص الجبهي محور الوظائف الإدراكية العليا، بما في ذلك التخطيط والتمييز والتفكير المجرد والشخصية والسلوك. تشير مدرسة بيهار لليوجا إلى أن ممارسة تمارين تنفس "كابالابهاتي" (تعرف باسم تنفس النار) تعد  "تنقية للفص الجبهي" بسبب آثار تجديد النشاط والحيوية التي تحدثها داخل هذه المنطقة في الدماغ.

  Cerebum  يعرف بأنه مركز أداء الوعي، وهو أكير أقسام الدماغ، يتشكل من نصفي كرة مخيتين، الأيمن والأيسر. على المستوى الجسدي، يتحكم النصف الأيمن من المخ بالجانب الأيسر من جسم   الإنسان، والنصف الأيسر من المخ يتحكم في الجانب الأيمن من الجسم. على مستوى الجسد الأثيري، يتصل إيدا نادي  ida nadi  (مسار الطاقة القمرية وواحد من ثلاث مسارات للطاقة في الجسم ومعنى إيدا باللغة السنسكريتية "الراحة" ونادي تعني "مسار" و "تدفق" وهي طاقة "ين" طاقة أنثي) يتصل بالنصف الأيمن من الدماغ. ويتصل بينجالا نادي pingala nadi 
(مسار طاقة الشمس وبينجالا تعني في اللغة السنسكريتية "السمرة" وهي طاقة "يانج" وهي طاقة ذكر)  يتصل بالنصف الأيسر من الدماغ.

  يعتبر الجزء الأمامي من الفص الجبهي المعروف بقشرة الفص الجبهي أكثر الأجزاء تطورا في الدماغ، وهو المسؤول عن الطاقات والقدرات الإيجابية مثل التركيز والسعادة والإبداع والتفكير العقلاني. وقد أظهرت الدراسات باستخدام التخطيط الدماغي أن التأمل يقوي التواصل بين قشرة الفص الجبهي ومناطق أخرى من الدماغ.

تعتبر الغدة النخامية، وهي في حجم حبة البازلاء، الغدة الرئيسية في نظام الغدد الصماء، حيث تنتج الهرمونات التي تتحكم في النمو والتمثيل الغذائي ووظائف الهرمونات الأخرى. على المستوى الأثيري تتصل الغدة النخامية بالشاكرا السادسة "أجنا" والتي تعني مركز القيادة.
ترسل الناقلات العصبية المعلومات بين الخلايا العصبية وتعمل بمثابة سعاة بريد للمواد الكيميائية. الاضطرابات العصبية تحدث في كثير من الأحيان نتيجة للتشويش في الناقلات العصبية. على سبيل المثال، انخفاض مستوى الناقل العصبي المعروف طبيا باسم GABA   مسؤول عن الاكتئاب والقلق. كشفت دراسات حديثة عن وجود علاقة بين ممارسة يوجا الأسانا وزيادة مستوى الناقل العصبي  GABA.

يلعب جذع الدماع الذي يربط الحبل الشوكي بالمخ دورا حاسما في عملية الهضم ومعدل ضربات القلب والتنفس الحجابي (تنفس عميق يتم عن طريق انقباض الحجاب الحاجز وهو المنطقة بين التجويف الصدري وتجويف البطن، يدخل الهواء الرئتين ويرتفع الصدر وتمتد البطن خلال هذا النوع من التنفس، وهو يساعد على الاسترخاء). وجد أن الخلايا العصبية الموجودة في جذع الدماغ ترسل نبضات عصبية إلى الحجاب الحاجز تتسبب في انقباضه وبالتالي يبدأ يحدث التنفس الحجابي.
يتحكم المخيخ في التوازن وتناسق العضلات وردود الأفعال والحركة. من المستحيل ممارسة تمارين يوجا الأسانا بدون ذلك.
 The Limbic System الجهاز الحوفي يتكون من مجموعة تراكيب دماغية متعلقة بالذاكرة والعاطفة، مثل الحصين "هيبوكامبوس" واللوزة الدماغية والمهاد وتحت المهاد. وجدت دراسة أجريت عام 2010 أن الأشخاص الذين مارسوا التأمل لمدة 30 دقيقة يوميا خلال ثمانية أسابيع كان لديهم انخفاض في المادة الرمادية في اللوزة الدماغية والتي ترتبط بالخوف والقلق، ووجدت لديهم زيادة في المادة الرمادية في الحصين "الهيبوكامبوس" والتي تلعب دورا حيويا في تكوين الذاكرة.
الفص القذالي، يعد مركز المعالجة البصرية الأساسي في الدماغ، يساعدك على المتابعة والمحاكاة بصريا في فصول اليوجا التدريبية. ويمكنك التعبير عن الامتنان للفص الصدغي لقدرتك على مسايرة الدلائل اللفظية في يوجا الأسانا، لأنه المسؤول عن الإدراك السمعي.

يرتبط الفص الجداري بحركة الأطراف وفهم الكلام والاحساس بالألم. ووفقا لدراسة نشرت في مجلة Neuroscience  في أبريل/نيسان 2011، أظهر مسح للدماغ في هذه المنطقة أن التأمل الذهني يمكنه أن يقلل من الأحساس بالألم إلى حد كبير، بل وحتى أكثر من المورفين. 

مترجم:  yogainternational
مدونة وعلَّم

تعليقات